Radio Sawa
 لا تخافي صغيرتي  Ezlb9t10
- عند تسجيلك المرجو تفعيل حسابك بفتح
الرسالة التي سترسل إلي الإيميل msn الخاص بك واضغط على ما طلب منك .
شكرا
---------


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Radio Sawa
 لا تخافي صغيرتي  Ezlb9t10
- عند تسجيلك المرجو تفعيل حسابك بفتح
الرسالة التي سترسل إلي الإيميل msn الخاص بك واضغط على ما طلب منك .
شكرا
---------
Radio Sawa
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لا تخافي صغيرتي

اذهب الى الأسفل

عادي لا تخافي صغيرتي

مُساهمة من طرف Mr YoOuf السبت سبتمبر 10, 2011 6:59 am

بدأت الحكاية ببداية الصراخ، انتقل الجميع إلى مصدر الصوت، الكل كان متلهفا لمعرفة السبب، حيث تجمهر عشرات الرجال والنساء، حينها أصيب الشيخ الهرم بالذهول، لم يكن بعد قد تخلص من آثار جريمته البشعة، لازال سرواله القصير طريحا على الأرض، ولازالت الصغيرة تتلوى كورقة خريف في مهب الريح، ودموعها لم تعد واضحة، ربما فقدت لونها من كثرة الاستعطاف.
كان الشيخ إسكافي الحي، تقودك عنده ظروف الإصلاح أو التعديل، كان هذا هو قدر هذه الصغيرة، فقد أرسلتها أمها لإصلاح نعل قديم، لكنها سقطت في شباك هذا الثعبان الهرم، أدخلها دكانه الضيق المتسخ من كثرة الأحذية البالية، ورائحة "الكولا" تفسد كل الروائح من حولها، كانت الصغيرة لا تفهم أنها أصبحت وجبة شهية بين يدي هذا اللعين، حيث اعتاد اقتناص الفرائس الصغيرة.
لم تبك الصبية في أول الأمر، هذا ما حكته في ما بعد لرجال الشرطة، فقد كانت جد مطمئنة، فالشيخ يحمل علامات الوقار على جبهته المنكمشة، بالإضافة فهو وجه مألوف لدى الجميع، خصوصا لدى الصغار، فلا يمكن أن يتسرب الشك إلى أحد، فقد اعتادت الأسر المجاورة لمحله العفن إرسال أطفالهم لغرض التصليح أو التلميع، لم يكن آنذاك محط شبهة، لأن الأمر لا يوحي بأي إدانة، فاطمأن، الجميع، وهكذا بدأ اللعين لعبته في غفلة الجيران، وحب الصغار له، فلولا صراخ الصغيرة وخوفها من هذا الكاسر لكانت المصيبة التي لا تحمد عقباها.
أطل الإسكافي من محله وهويسبح في عرقه النتن، كان كالنسر المسلوخ جلده، عظامه بارزة وعضوه الممسوخ قد ترهل كخرطوم انتهت صلاحيته منذ زمن، ربما هذا نتيجة الخوف والصراخ والبكاء الذي ملأ المكان، لازالت الصغيرة مستمرة في بكائها الحاد المتقطع، والشيخ الملعون متمسكا بأطراف كسوتها
محاولا إسكاتها، تارة ببعض الحلوى الرخيصة والوعود الشيطانية، وتارة أخرى بالتهديد والترهيب، لكن أمام هذا الخوف المتزايد لم يفلح في كل محاولاته الإغرائية، فقد أصرت الصغيرة على البكاء والصراخ، كان سلاحها الوحيد، كي تبعد هذا الوحش البشري قبل أن ينهش لحمها الملائكي.
لا يدري أحد كيف علمت الأم بأمر ابنتها، وما يحدث في دكان الإسكافي اللعين، فقد قيل أن صديقتها التي تصغرها سنا والتي رافقتها عند هذا الإسكافي، هي من رأت الشيخ يدخل الصغيرة إلى دكانه ويشرع بدون خجل في نزع ملابسها، فأصابها الخوف، ثم جرت لتخبر أم الصغيرة ما رأته في دكان ذلك الشيطان البشري، ولما سمعت الأم بهذا الخبر لم تصدق في أول الأمر، لكن أمام هول الخبر المفزع جرت إلى الشارع صارخة مولولة لاعنة، دون أن ترتدي ما يستر لحمها، خوفا من أن ينهش الإسكافي لحم صغيرتها، فخوفها على ابنتها وما قد يصوره ذهنها المأخوذ كان أكبر من انتباهها إلى جسدها العاري وما يستره، فمجرد ما وصلها الخبر المشؤوم حتى هرعت إلى الشارع كالمجنونة، ولم تكد تصل إلى دكان
الإسكافي حتى وجدت عشرات المتجمهرين، الذين سمعوا صراخ ابنتها فجروا هم أيضا لمعرفة ما يقع ، وما كادت تلمح الدكان حتى اندفعت نحو الحشود الواقفة وبدأت تدفع بكل قوتها وهي تصرخ:
ـ ـ ـ راه بنتي هي التي بالداخل.
ثم بدأ الجميع يفسح لها الطريق، وما إن رأت الشيخ الهرم، حتى هجمت عليه كاللبوءة المجروحة، فأمسكت به وطوقته بيديها القويتين، فانكمش بين قبضتها الفولاذية، فصار كالفرخ المبلل في مصيدة حديدية، فبدأت تجره يمينا وشمالا وتبصق في وجهه الكريه، وهو يسبح لربة قبل الأوان، فلولا تدخل
بعض الجيران لأزهقت روحه الشيطانية.
أمام هذا المشهد المريع، زادت الصغيرة في بكائها وقوة صراخها، خصوصا عندما رأت أمها وهي تمسك بعنق هذا المجرم واناس يتدافعون بجنون، همهم الوحيد هو حكاية جديدة تؤنس وحدتهم وتملأ فراغ ليلهم.
كان مشهدا مخيفا محزنا تتقزز له الأبدان، فقد أسدلت اللحظوة الكئيبة كل خيوطها على الوجوه الصامتة المتتبعة لهول ما يرون، حينها بدأت اللعنات تصب على هذا الشيطان الهرم، وأسئلة كثيرة لم تعد تكفي لوضع حد لمثل هذه العفونة وهذه الممارسات الإبليسية، فاختلف الناس في التفسيرات والدوافع، فمنهم من يقول بأنها مسألة تربية، وأن الأمر لا يخرج عن مراهقة مريضة لم تجد وقتا لتسريبها بطريقة طبيعية، ومنهم من يرجح فكرة المرض النفسي، لكن مهما اختلف اناس واختلفت تفسيراتهم، فالنتيجة واحدة، إنه شيطان، وأن ما فعله لهذه الصغيرة جريمة يستحق الرجم عليها.
أخذت الأم صغيرتها بحنان ثم ضمتها إلى صدرها حتى غابت عن الأنظار، فأحست الصغيرة بدفء رباني يغشاها، ظنت في لحظة أنها لن تحس مثل هذا الإحساس مرة ثانية، فتذكرت لحظتها كيف كان يضمها ذلك الوحش، وكيف كان يرغمها على تقبيله، وكيف كان يدفعها قسرا للمس جلده المترهل، فأرخت دموعا ساخنة سالت على خدها المتورم من شدة البكاء والاستعطاف، لتلتحم ودموع أمها المجروحة، فلم يعد أحد قادر على وقف هذا النزيف.
كانت ملوحة دموعهما تعكس تلك المرارة التي يحسان بها، مرارة الصغيرة وهي تلمس قهرا جسد ذلك الشيطان، ومرارة أمها وهي ترى جسد ابنتها الملائكي وكيف لوثه هذا الإسكافي اللعين، فلا أحد يستطيع أن يحس بما تحس به الأم وصغيرتها هذه اللحظة.
صار المكان عبارة عن مذبح كبير، يجمع بين الجزار وذبيحته، بين المقدس والمدنس، بين الملاك والشيطان.
لازال الإسكافي لم ينتبه إلى سرواله المنزوع، وإلى أداة جريمته المقززة، كان همه الوحيد هو الإفلات من هذه الورطة، خوفا من تهور أحد أفراد عائلة الصبية، أو من أحد المتجمهرين، فبدأ يدفع المتجمهرين حوله، خصوصا القريبين منه، قائلا بوقاحة:
--- راه ما درت ليها والو.
لكن كلامه هذا، ودفاعه عن نفسه لم يزد الواقفين إلا سخطا ورغبة في تكسير فمه الأعوج، المتكسر أصلا، حيث بدأت رغبته تزداد ونارهم تتأجج رويدا رويدا، فرماه أحد القريبين منه ببصاق كثير على وجهه الكريه، ثم تلاه آخر بحجر كان في يده، لتتوالى القاذفات، من بعيد ومن قريب، فكانت القاذفات متنوعة، فمن حجر إلى حاويات الأزبال، إلى قنينات "المونادا" الفارغة، إلى بصاق يتطاير في كل مكان، إلى أشياء أخرى لا أحد يعرف نوعها ولا مصدرها، المهم أن كل الأشياء كانت تجد طريقها إلى رأسه.
تصاعدت الأحداث وزاد الغضب ، خصوصا غضب النساء، حيث هجمت إحداهن عليه، لا يعرف أحد علاقتها بالصغيرة، فأمسكته بوحشية من شعره المنكوش، ثم أخذت تجره خارج دكانه المتسخ
إلى الساحة العمومية وهي تصرخ:
---اليوم انحيدوه لوالديك الكلب.
لم تكن رغبتها وحدها في نزع عضوه المترهل، بل كانت رغبة كل الشاهدين على جريمته القذرة، حتى يكون عبرة لغيره، لكن وصول رجال الشرطة حال دون ذلك، فلم تمنح لهم هذه الفرصة، فقد جرى أحد رجال الأمن عندما رأى النساء يجرونه وهن يتهافتن على نزع ما تبقى من ملابسه، وضربه وعض ما يصلن إليه من جسده النحيف المدنس، فتدخل لحمايته محاولا تهدئة الوضع وامتصاص جنون هذه الجماهير الغاضبة، ثم تدخل رجل آخر ممن كانوا يتفرجون قائلا:
--- الله يهديكم على عقلكم، رجعوا اللور، أتركوا البوليس إيديروا خدمتهم.
لكن غضب الناس كان أكبر من كل محاولاته في إقناع النساء بالتراجع، لحظتها صرخت المرأة التي كانت تمسك بالإسكافي:
--- راه ولد الحرام تكرفص على بناتنا.
أجل فقد أحست كل الأسر بجسامة ما وقع، وأنها معنية بالأمر هي أيضا، فربما قد تعرضت بناتهم الصغيرات لمثل ما تعرضت له تلك الصغيرة اليوم في دكان ذلك الشيطان، وربما فعل بهن ما كان ينويه اليوم بهذه البريئة الصغيرة، فكم من مرة أرسلوا بناتهم وأولادهم الصغار عند هذا الإسكافي الوضيع بدعوى إصلاح نعل أو تلميع حذاء، فبدأ الشك يساور أذهان الجميع، وما يمكن أن تخفيه الأيام القادمة من مفاجآت.
وبعد أن نجح رجال الشرطة في تهدئة الوضع، وامتصاص غضب الناس، بحيث هم أغلبهم بالانصراف لاعنين مستنكرين ما حدث.
أخذ رجال الشرطة الشيطان الهرم كما وجدوه، عاريا بدون سروال، حتى يحمل معه جريمته كاملة فلا يحتاجون إلى دليل إثبات، فتهمته ثابتة تشهد على نفسها.
وبعد أن انصرف رجال الشرطة، تحرك الجميع في اتجاه منازلهم، وفي نية كل واحد سؤال يضغط عليه، سؤال ولدته أحداث اليوم، فقد قرر كل واحد بينه وبين نفسه، وبصمت رهيب، أن يسأل صغيرته أو صغيره، هل أصابه ما أصاب ابنة الجيران؟ وهل تعرضوا لما تعرضت له تلك الصغيرة؟، لعلهم يطفئون نار الشك الحارقة التي اشتعلت في قلوبهم جراء ما وقع.




Mr YoOuf
الرتبة: ادارة الموقع
الرتبة: ادارة الموقع

العمل :  لا تخافي صغيرتي  Studen10
المزاج :  لا تخافي صغيرتي  8010
البلــد :  لا تخافي صغيرتي  710
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 06/09/2010
عدد المساهمات : 538
نقاط : 268
السٌّمعَة : 0

http://www.starmov.tk

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى